[5] دون كلسيطة

Publié le par abou.nizar

حكايتنا يا سادة ويا مادة, وكيفما إن شاء الله ديما تجمعنا العادة, حكاية الصّغر, وما أحلاها حكايات, كيف يهرب بينا العمر و تجري بينا الأيّامات و نتذكّروا منها العبر و شكايرمن الذّكرايات, يحلى بيهم السّمر وتكثر فيه الضّحكات.
آه يا بني البشر كان ترجع بيكم الأوقات, آشكون تره يفدّ و يمّل من أيّامات الصّغر ؟

حكايتنا اليوم, حكاية صارت على العبد لله توّة عندها أقّل شوّية من القرن. أيّامات إلّي كنت غشّير في هاك الدّّشرة من دشرالسّاحل. أيّا سيدي جاونا أيّامات متاع قرّة و برد يضرب في العظم, بوكم كلسيطة نمرض مرضة متاع فرد مرّة.
أيّا أمّي الدونا قرنيطة ما قصّرتش ... هاي غلّات شويّة زعتر و إكليل ... هاي نقّعتلي شويّة عرعارمتاع سيدي بوزيد ... هاي كبّستني بالفلّيو و النّعناع ... شيّء ... و لا حبّيت نبرى و نطيب.

أيّا دوّرتهاشي بخور و عجعاجي ؟ هاي حضرة سيدي تاتة ... هاو موسم سيدي بومعيزة ... هاي الوعدة متاع سيدي بوكرضون ... و أنا بوكم كلسيطة نتلاوح كيف التّرشيلة ... من بّر إل برّ و من وليّ لوليّ ... وجهي أصفر كي القحوانة ... ريقي شايح و أنا نلاجي من السّخانة.

أيّا كيف ما لقات بيها وين, قالت آخر الطبّ الكيّ, عليّا و علي سبيطار القورّة إلّي في سوسة.
إمشينا لسوسة, عدّا عليّا الطّبيب الأوّل, إتّلغم علينا بالسّوري كيف ما حبّ و إشتهى و من بعد عدّانا للفرملي, طلعشي سي الفرملي ولد بلاد ؟ ولاّ عاد وسّع بالو معانا مليح و قال للدونا قرنيطة :

ولدك كلسيطة عندو فقر الدمّ, هاذاكا علاش ما حبّش يبرى ... يلزم تتلهى بيه في الماكلة ...

أيّا الدونا قرنيطة ما كانتشي من العاكسين, دوب ما روّحنا للدّار, ثردتلي قصعة بالعصيدة و العسل و نصبتها قدّامي :


إسمع هاذي ما تقوم إلاّ ما تحاسبني بقعرها.

مانيش جيعان ...

جيعان ... شبعان و لاّ تقعد ... راك عندك دمّ متاعك زّوالي و ما في حالوش ... ماكش قايم إلاّ ما تلحسها القصعة.


أيّا دارت دورة في الدّار و رجعتلي تلقى العصيدة ما نقص منها شيّء. زادت حمّرتلي عينيها و كشّت ونشّت و شّيء ... ولا بيت نمّد يدي للبركة.
أيّا علاش موش جارتنا الدونا ترومبيطة, تسمع في العياط, جات تجري. أيّا كيف فهمت الحكاية دبّرت عليها :


خرّجهالو لفمّ الزّنقة ودوّر بيه الغشاشر... أتوّة يعاندوا بعضهم و سي كلسيطة ياخو غرضو من العصيدة.


أيّا الدونا قرنيطة ما كانتشي من العاكسين و سمعت الكلام. خرّجتلك هاك القصعة مليانة و و دوّرت بيّا غشاشر الحومة.
ربيّع ساعة بالوقت و نرجعلها وجهي مدرغم بالعصيدة ... يديّا غاطسين في الإدام للشطر... و أنا حالتي حليلة و نتبسّم على جنب. أيّا من ساعتك تطلقلها تزغريطة تعمل ستّة و ستّين كيف.
وبرّة عاد ... ولاّتشي كلّ صباح تخرّج قصعة مليانة, ترميها لأولاد الحومة و ترميني أنا في وسطهم و تقوللنا : الحساب بالشقف ...
أيّة علاش موش نهاربابا الدون طرشيقة, يطرشق المفتاح في الكوبة و يتّم يبرّح و ينادي :


يا قرنيطة ... لاه آش عمتلك ... ياخي الفلوس نجيب فيهم من الواد أنا ...

ووه ... يا راجل ماهو لاباس ؟

إيجا تفرّج في سي الرجّال ولدك ... هو عندو فقر الدّم ... و أنا باش يطلع عندي غلظ الدمّ ...

ووه ... تي شبيه ... تي هاوكا في فمّ الزّنقة ياكل في, اللهّم صلّي على النبّي, قصعة عصيدة تعمل ستّة وستّين كيف هو و ولاد الحومة.

أيه لا يرّا حتّى إنتي ... توّة بعيني نشوف فيهم ... يتكّيوه على جنب و يهبطوا على الثّريدة كيما بنو هلال ... و بعد ما يلحسوا القصعة, يقوموا يمسحوا يديهم في حوايجو و يمرغدولوا فمّو بالزّيوتة ... قال شنوّة هاوكا ضربها قدّ قدّ ... و هوّة لقمة لربّي ما جاتش في فمّو

Publié dans Don Kalsitta

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article